الاثنين، 19 ديسمبر 2011

قصر الحمراء


قصر الحمراء
من منا .. لا يخفق قلبه حين زيارة أسبانيا..

تعود به الذاكرة إلى تلك الحضارة التي صاغها المسلمين ..

و لازالت ملامحها واضحة و إن محا التحضر جزءا منها ..

حتى عند نطق المرشدين للمسميات تخالها للوهلة الأولى أنها مسميات عربية ..

فيغص الحلق .. و تدمع العين .. على مجد ضاع من بيننا ..

من بين هذه المعالم ذلك القصر المجيد .. قصر الحمراء ..



موقعه :
يقع قصر الحمراء في الشمال الشرقي من مدينة غرناطة أي الرمانة الواقعة جنوب مدريد عاصمة اسبانيا، ويعود بداية تشييد قصر الحمراء إلى القرن الثالث عشر الميلادي , القصر مبني على هضبة تطل على مدينة غرناطة، وسبب تسمية القصر بالأحمر البعض يقولون:
انه مشتق من بني الأحمر وهم بنو نصر الذين كانوا يحكمون غرناطة بين عامي 1232-1492م،
وآخرون يقولون: إن التسمية تعود إلى التربة الحمراء التي تمتاز بها الهضبة التي تم تشييده عليها،
وتفسيرات أخرى تقول بأن القلاع المجاورة كان يُعرف بالمدينة الحمراء.

مشيده :
بني الأحمر هم من قام ببناء هذا لقصر بعد أن استنجد بهم المسلمين في غرناطة من تهديد الأعداء الفرنجة حيث جاء بني الأحمر من المغرب العربي وأنقذوا المسلمين وبعدها بحثوا عن مكان لأقامه قصر يديرون منه البلاد .

الحاكم الصالح يوسف بن نصر هو اول من حكم من بني الاحمر و بعد استقرار الأمور ، بَحَث بني الأحمر عن مكان في غرناطة يضعون فيه قصر حكمهم ، و اختاروا منطقة الحمراء شمال شرق غرناطة وضعوا فيه قصرهم و كانوا يديرون منه شؤون الناس و كان أعجوبةً إسلامية و تحفةً فنية لا تزال تدهش الناظر هذا القصر لا زال موجوداً إلى اليوم .
  


أقسام القصر :
ويتوزع هذا القصر على أقسام ثلاثة:
 القسم الأول : هو المشور، الذي يعقد فيه الملك مجلسه، ويصرف أمور دولته، ويسمع ظلامات رعاياه.



القسم الثاني : قسم الاستقبالات الرسمية، ويشمل الديوان وقاعة العرش .



 القسم الثالث : قسم الحريم، ويضم المسكن الخاصة بالملوك . 


وتتمثل الأعمال الإنشائية في مجموعتين، عبارة عن قصرين مندمجين، إذ تتمحور الصالات والغرف حول صحنين متعامدين مع بعضهما. وإلى عهد الأمير يوسف الأول تم بناء برج السيدات وقصر البرطل، وجميع المنشآت التي تحيط بصحن البركة، بما في ذلك برج قمارش الذي تقع فيه صالة السفراء، والمصلى وحمامات القصر. ثم أضاف الأمير محمد الخامس إلى هذه المجموعة صحن الأسود مع الصالات التي تحيط به، وخاصة قاعة الملوك أو قاعة العدل، وقاعة الأختين، وقاعة بني سراج. وكان محظوراً دخول الصحن الأسود حتى على أقرب المقربين إلى الأمير، أما زخرفة الجدران والأقواس فهي في أغلبها نصف دائرية، والقباب المقرنصة .
وهناك اختلاف واضح في الأسلوب الزخرفي بين ذلك الجزء الذي يعود إلى عهد الأمير يوسف الأول، وذلك الذي يعود إلى عهد ابنه محمد الخامس، إذ يقترب القسم الخاص بيوسف الأول من أسلوب المدارس في فاس، والمساجد في تلمسان، أما القسم الذي يرجع إلى عهد محمد الخامس فقد تضمن عناصر جديدة؛ فليس لها علاقة بالرسامين العرب، إذ تبدو ظاهرة الاستعانة بالفنانين النصارى بوضوح. ورغم ذلك فإنّ القسمين يشتركان في انسجامهما مع واقع العمارة الإسلامية وتطابقهما مع التقاليد، كما هو موجود في فناء البركة مع الرواقين، وترتيب الحمام وقاعة السفراء التي تشغل تنوعاً واسعاً يشرف على الوادي، وكذلك الفناء الشهير الذي تقع فيه بركة الأسود الاثني عشر الرخامية، والذي عرف بهذا الاسم. وثمة جناحان محمولان على أعمدة رشيقة، يبرزان أمام أروقة تمتد على طول الضلعين الصغيرين لساحة القصر . 




أهم المعالم بالقصر :
بهو الأسود :

هو أشهر أجنحة القصر الأحمر وقام بانشاءه السلطان محمد الغني بالله , وهو بهو مستطيل الشكل تحيط به من الجهات الأربع أروقة ذات عقود يحملها 124 عمود من الرخام الأبيض وفي وسط البهو نافورة الأسود الجميلة على حوضها المرمري المستدير اثنا عشر أسدا تخرج من أفواهها بحسب ساعات النهار والليل , وقد تعطلت مخارج المياه في هذه البركة حيث حاول الفرنجة التعرف على سر انتظام تدفق المياه بهذا الشكل .
قاعة الأسرار :
  
كانت دليل على الفن المعماري الذي بلغه العرب في الأندلس. ففي تلك القاعة كانت الدولة تسجن المتهمين في تلك القاعة في زمن لا يوجد فيه هاتف أو أجهزة تنصت سرية أو مخابراتية, لكن المهندس المعماري استطاع بعلمه أن يبني القاعة بشكل يوصل الكلام إلى ابعد ركن في القاعة و أن كان همسا. و بذلك كان الموكلون من رجال الأمن يسمعون كل ما يقوله المتهمون الجالسون بعيدا عنهم في ركن بعيد من القاعة, فيدركون إجرامهم أو براءتهم. و ما زالت تلك القاعة ماثلة يشاهد فيها السواح و هم يكلمون بعضهم عن بعد و هم يعجبون لذلك .
الساعة :

  اعظم هندسة معمارية يشاهدها الزائر إلى القصر تتمثل في كل ركن من أركان القصر. لقد أقام العرب في احدى ساحات القصر, ساعة من التماثيل تدل على الزمن ليل نهار. أقام العرب بحيرة صغيرة وضع فيها بشكل دائري اثني عشر تمثالا من الأسود, ففي الساعة الأولى من النهار يتدفق الماء من فم الأسد الأول ليصب ماءه في البحيرة الصغيرة, و في الساعة الثانية يخرج الماء من فم الأسد الأول و الثاني … وهكذا إلى حين الساعة الثانية عشر فان الماء ينصب من فم الأسود الاثني عشر, ثم تعود الحالة إلى التمثال الأول و تنقطع المياه عن السباع الأخرى بشكل حيرت العقل الأوربي فأراد علمائهم معرفة سر تلك الأعجوبة, و كان بجهلهم خراب تلك الساعة الرائعة عندما حاولوا اكتشاف طريقة عملها و لم يعرفوا أسرارها, فعطلوا الساعة و لم يبقى منها الآن سوى ساعة الأسود و تماثيلها الجميلة, و هذا يدل على عبقرية الإنسان العربي لو أطلق له عنان فكره و آمره .



تقرير : سفانة حنيف

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق